صناديق الريت العقارية في المملكة: فرص النمو والتحديات المستقبلية

29 مايو 2025

صناديق الريت العقارية في المملكة: فرص النمو والتحديات المستقبلية

 

صناديق الريت العقارية أو صناديق الاستثمار العقارية المتداولة هي مؤسسات مالية تمتلك وتمول عقارات مربحة، مثل المكاتب والمباني السكنية والمراكز التجارية. تقوم الصناديق بتأجير هذه العقارات وتوزيع الأرباح على المستثمرين. وتكون في الأغلب تابعة لشركات مساهمة أو بنوك أو شركات استثمارية، ويتم طرح وحداتها للاكتتاب العام بعد دراسة جدوى المشروع ووضع خطة استثمارية واضحة. 

تتيح صناديق الريت العقارية للأفراد الاستثمار في القطاع العقاري دون الحاجة لامتلاك العقار فعليًا، وهذا ما يجعلها خيارًا جيدًا لمن لا يملكون رأس مال كبير، حيث يمكن الاستثمار بمبلغ أقل والحصول على أرباح بشكل دوري. تختلف شروط كل صندوق، لذا من الضروري معرفة التفاصيل جيدًا قبل استثمار الأموال في تلك الصناديق الاستثمارية.

 

 مزايا صناديق الريت العقارية:

  • توزيع الأرباح بانتظام: صناديق الريت العقارية مُلزمة قانونيًا بتوزيع أكثر من 90% من صافي الربح السنوي كأرباح للمستثمرين، وهذا وفقًا للوائح هيئة السوق المالية، مما يجعلها خيارًا جيدًا للباحثين عن دخل ثابت.
  • تنويع الاستثمار: تعتمد صناديق الاستثمار العقاري المتداولة على مجموعة متنوعة من العقارات السكنية والتجارية والصناعية، وهذا يقلل من المخاطر المرتبطة بالاعتماد على نوع واحد في الاستثمار.
  • انخفاض الحد الأدنى للاستثمار: يمكن للمستثمر شراء وحدة واحدة من الريت العقاري، وهذا يعني أنه يمكن دخول السوق العقاري برأس مال بسيط.
  • شفافية عالية: أغلب صناديق الريت مدرجة في البورصة، وتخضع لمتطلبات الإفصاح المنتظم وكذلك تقارير مالية دورية، مما يوفر للمستثمرين رؤية واضحة لأدائها.
  • تحقيق النمو لرأس المال: بعض الاستثمارات العقارية تحقق أرباح رأسمالية مرتفعة، وذلك يرجع إلى ارتفاع قيمة العقارات مع الوقت أو إعادة استثمار الأرباح في مشاريع جديدة.
  • التحوط ضد التضخم: من المعروف أن العقارات خيار استثماري فعّال للتحوط من التضخم، وذلك بسبب ارتفاع قيمة الإيجارات وأسعار العقارات بمرور الوقت.

 

 دور صناديق الريت في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 وتنويع الاقتصاد

تلعب صناديق الاستثمار العقاري المتداولة دور مهم في دعم رؤية السعودية 2030، لأنها تساهم بشكل كبير في تعزيز النمو المستمر للقطاع العقاري وتسهيل تدفق الاستثمارات في هذا القطاع.

من خلال توفير حلول تمويلية مبتكرة، تُسهم هذه الصناديق في تمويل المشاريع السكنية والتجارية، وجذب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية، مما يجعلها أداة فعالة لتنويع الاقتصاد الوطني وتحسين جودة الاستثمارات.

 تشير البيانات إلى أن صناديق الاستثمار العقاري تمثل نحو 25% من إجمالي الأصول المدارة في السوق المالية السعودية، وهذا يوضح دورها المتزايد في دفع عجلة التنمية العقارية وتعزيز الاقتصاد الوطني.

 

لمحة عن سوق الريت في المملكة

ينمو سوق صناديق الريت في السعودية بشكل مستمر، حيث بلغ إجمالي قيمة أصول صناديق الريت المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أكثر من 20 مليار ريال سعودي موزعة على 20 صندوقًا، منها 19 صندوقًا في السوق الرئيسية وصندوق واحد في السوق الموازية. في عام 2025، شهد سوق صناديق الاستثمار العقاري في السعودية تطورات ملحوظة. يوضح هذا التغيير دور الصناديق في تنويع الاقتصاد ودعم الاستثمارات غير النفطية، وذلك يتماشى مع أهداف رؤية السعودية 2030.

بالرغم من التحديات التي واجهت السوق، مثل ارتفاع أسعار الفائدة وبطء نمو الأصول، أظهر سوق الريت العقاري في السعودية قدرته على التكيف ومواجهة هذه التحديات. من المتوقع أيضًا انخفاض تكاليف التمويل بنسبة تتراوح بين 15% و20% خلال عام 2025، مما قد يزيد من أرباح الاستثمار في هذه الصناديق.

 

في بداية عام 2025، وصل عدد العقارات التي تديرها صناديق الاستثمار العقارية (الريت) المدرجة في السوق المالي السعودي 229 عقارًا، منها 216 عقار داخل المملكة و13 عقار خارجها. ويأتي صندوق دراية ريت ضمن المراكز الأولى بين الصناديق الاستثمارية، حيث يمتلك 24 عقار، وبلغت القيمة الإجمالية لأصول صندوق دراية ريت حوالي 1.68 مليار ريال سعودي، بينما بلغ صافي قيمة الأصول نحو 1.02 مليار ريال. 

 

 أداء صناديق الريت في السنوات الأخيرة وتوزيعات الأرباح

  • في السنوات الأخيرة، كان أداء صناديق الاستثمار العقاري المتداولة في السعودية مختلف من صندوق لآخر، حيث تأثر بتقلبات السوق العقاري وارتفاع تكاليف التمويل. ولكن، بالرغم من هذه التحديات، استمرت الكثير من الصناديق في توزيع الأرباح بشكل منتظم، وهذا جعلها خيار أفضل للمستثمرين الذين يرغبون في تحقيق دخل ثابت ومستقر. 
  • في عام 2023، وصل إجمالي الأرباح النقدية الموزعة نحو 964.2 مليون ريال، أما في عام 2024 فقد زادت قيمة ممتلكات صناديق الريت إلى نحو 30 مليار ريال، مع استمرار الصناديق الكبرى في توزيع الأرباح، في حين تراجعت بعض الصناديق الأخرى بسبب ارتفاع التكاليف. في بداية 2025، أظهرت البيانات استمرار توزيع الأرباح من بعض الصناديق، وهذا يدل على اهتمام صناديق الريت السعودية بالحفاظ على استقرار توزيعات الأرباح رغم التحديات الاقتصادية.

 

فرص النمو في قطاع صناديق الريت

تشهد صناديق الاستثمار العقاري المتداولة (الريت) في السعودية فرص نمو قوية ومدعومة بعدة عوامل استراتيجية واقتصادية.

  •  أولًا، هناك طلب متزايد على العقارات التجارية والسكنية في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة، بسبب النمو السكاني وتطور المدن، مما يوفر فرص للصناديق لزيادة استثماراتها في هذه القطاعات. 
  • ثانيًا، تدعم رؤية السعودية 2030 التوسع في مشاريع مثل الطرق والفنادق والأماكن السياحية، وهو ما يتيح لصناديق الريت زيادة استثماراتها في هذه القطاعات.
  • أخيرًا، يأتي دور صندوق الريت العقاري في تمويل المشاريع العقارية الكبرى في السعودية مثل “نيوم” و”القدية”، وهذه المشاريع تعتبر أساسية في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030. من خلال ذلك، تساعد صناديق الريت في جذب الاستثمارات من داخل السعودية وخارجها، مما يعزز النمو المستمر لهذا القطاع ويجعله في مكانة قوية لتحقيق أهداف رؤية 2030.

 

التحديات المستقبلية التي تواجه صناديق الريت

تواجه صناديق الريت في السعودية بعض التحديات التي قد تؤثر على أدائها ونموها في المستقبل، ومن أبرز هذه التحديات:

  • تقلبات السوق وتأثيرها على تقييم الأصول: التغيرات في أسعار الفائدة أو قلة الطلب على العقارات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض قيمة العقارات التي تمتلكها الصناديق، وهذا يؤثر على أرباح المستثمرين.
  • تغير القوانين وإحتمالية فرض ضرائب جديدة: تمثل تحديًا للصناديق، خصوصًا في حالة فرض رسوم أو ضرائب جديدة تؤثر على الأرباح أو طريقة توزيعها.
  • مخاطر التمويل وزيادة الديون على بعض الصناديق: تعتبر من أكبر العقبات، حيث أن الاعتماد الزائد على الاقتراض يقلل من قدرة الصندوق على توزيع الأرباح أو مواجهة التزامات مالية صعبة في حال تراجع الإيرادات.


لذا، تحتاج الصناديق إلى إدارة جيدة للمخاطر وتعزيز الشفافية والالتزام بالقوانين لضمان استقرارها والاستمرار في تحقيق أهدافها.

 استراتيجيات التخفيف من المخاطر

هناك بعض الطرق التي يمكن اتباعها لتقليل المخاطر المحتملة المتعلقة بصناديق الريت، وتساهم أيضًا في تعزيز استقرارها:

  • توزيع الاستثمارات في مناطق وأنواع عقارات مختلفة: من خلال توزيع الاستثمارات على مناطق جغرافية وأنواع عقارات مختلفة مثل العقارات السكنية، والمتاجر، والمصانع، يمكن أن يقلل تأثير تقلبات السوق في نوع معين أو منطقة معينة على الصندوق بشكل عام، وهذا التنويع يساعد على حماية الاستثمارات في حالة تدهور سوق معين.
  • تحليل الأداء المالي للصناديق قبل الاستثمار: يمكن تقييم الأرباح المستقبلية المحتملة للصناديق قبل اتخاذ قرار الاستثمار، وذلك عن طريق إجراء تحليل مالي يشمل دراسة التدفقات النقدية، وقدرة الصندوق على سداد ديونه، لضمان أن الصندوق المستهدف مستقر ماليًا وقادر على تحقيق الأرباح باستمرار.
  • الاستفادة من الخبرات المحلية في إدارة العقارات: يمكن لصناديق الريت تحقيق نتائج أفضل من خلال التعاون مع الشركات المحلية ذات الخبرة في إدارة العقارات، مما يساعد في اتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة ويقلل من المخاطر المتعلقة بإدارة هذه العقارات.

 

 دراية المالية: شريكك في الاستثمار العقاري

  • تعتبر دراية المالية من أهم الشركات الرائدة في تقديم خدمات الاستثمار داخل السعودية، وتتميز بتوفير طرق جديدة للمستثمرين في مجال صناديق الاستثمار العقاري (الريت). ولأهمية اختيار الشريك الاستثماري المناسب, تقدّم دراية خدمات شاملة تساعد المستثمرين على اختيار أفضل الخيارات العقارية، حيث يمكنهم معرفة التفاصيل الدقيقة عن الصناديق العقارية، مثل الأرباح الشهرية، والتوزيعات النقدية، وأداء العقارات التي يمتلكها الصندوق، مما يساعدهم على تحديد الخيارات الأنسب لأهدافهم الاستثمارية.
  • تعتبر صناديق الريت من أهم وسائل نمو القطاع العقاري في السعودية، خاصةً مع رؤية 2030 التي تدعم الاستثمار في مشاريع البنية التحتية. كما تعد أداة استثمارية استراتيجية تستطيع مواكبة التغييرات ودعم المشاريع الكبرى، تتيح هذه الصناديق للمستثمرين إمكانية الدخول إلى السوق العقاري دون الحاجة إلى تملك العقارات. ومن المهم للمستثمرين متابعة تغيرات السوق والأداء المالي للصناديق، واتخاذ قرارات مبنية على التحليل الدقيق. وفي هذا السياق، يمكن تلخيص معادلة نجاح الاستثمار في صناديق الريت على النحو التالي: نجاح الاستثمار = كفاءة الصندوق × (تحليل السوق + أدوات المقارنة + دعم المشاريع الكبرى + رؤية 2030)، وهي معادلة تبرز أهمية الجمع بين أداء الصندوق والأدوات التحليلية المتاحة والبيئة الاستثمارية الداعمة. تدعو دراية المالية المستثمرين لاكتشاف الخيارات المتاحة على منصتها المتطورة، والاستفادة من أدوات المقارنة والتحليل التي توفرها، مما يفتح مجالات جديدة للاستثمار العقاري المربح في السوق السعودي. 

تنويه: جميع المعلومات الواردة لأغراض تعليمية وتوعوية فقط، ولا تُعد توصية أو دعوة لاتخاذ قرار استثماري. الأداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية. يرجى مراجعة مستشارك المالي قبل اتخاذ أي قرار. دراية المالية، مرخصة من هيئة السوق المالية، ترخيص رقم 27-08109.

 

ابدأ في ثلاث دقايق

سجل الآن